(المستشهد ٥٠٨ هـ) الذي قد توهّم البعض فنسب الكتاب إلى الشيخ المفيد رحمهالله ، وردّه كثير من المحقّقين ونبّهوا على غلط النسبة ، وقبل ذلك كلّه فقدنسبه إلى الفتّال ونقل عنه تلميذه الشيخ الحافظ محمّد ابن شهرآشوب (٥٨٨ هـ) راوي هذا الكتاب عن مؤلّفه(١). وكذا الحال في كتاب الاختصاص المنسوب إلى الشيخ المفيد؛ وذلك لمجرّد ورود اسم الشيخ المفيد في سند الحديث الأوّل من الكتاب ، وكذلك كتاب كفاية الأثر للخزّاز القمّي ؛ فإنّه منسوب في بعض نسخه إلى الشيخ الصدوق بعنوان كتاب النصوص على الأئمّة عليهمالسلام ؛ وذلك لورود اسمه في الأسانيد الأوّلوية للكتاب(٢).
إذا يتفحّص الباحث في علم التراث والعارف بمناهج القدماء عن كيفية جمع مزارنا هذا وطريقة تدوينه يقف على أنّ هذا المزار كأنّه من مؤلّفات بعض علماء الشيعة المتأخّرة عن المفيد بقرون؛ حيث إنّ فيه بعض الميزات لم تكن معهودة في عصر المفيد ـ أي القرن الرابع والخامس الهجريّين ـ بل بدأت في كتب المتأخّرين مثل كتب القرن السابع الهجري ومابعده.
ومن هذه الميزات الترتيب الموجود لجمع الزيارات وتبويبها وتفصيلهابهذا النحو في مزارنا هذا ، حيث جُعِلَ الكتاب في عدّة أبواب وذيل كلّ باب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المناقب لابن شهر آشوب ١ : ١٤ و ٣٨٩ و ٢ : ١١ و ٩١ و ٣ : ١٨٠ و ٢٧٨ و ٤٨٢ ، وانظر : روضة الواعظين : ١٦/ المقدّمة بقلم العلاّمة السيّد مهدي الموسوي الخرسان ـ دام ظلّه ـ.
(٢) منها نسخة في مكتبة جامعة طهران؛ فلاحظ.