بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا إلى موالاة أوليائه ، ومعاداة أعدائه ، والصلاة على محمّد سيّد أنبيائه ، وعلى المعصومين من عترته وآله ، ولا سيّما عليّ أفضل أوليائه وأُمنائه.
أمّا بعد :
فيقول العبد الواثق بالله الصمد حبيب الله بن علي مدد : إنّ الشعر وإن كان (أحسنه أكذبه)(١) ، وإنّ الشعراء يتّبعهم الغاوون(٢) ، وقد نزّه الله نبيّه (صلى الله عليه وآله) عنه ، فقال : (وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغي لَهُ)(٣) ، ولكن قد ورد عنه (صلى الله عليه وآله) : «إنّ من الشعر لحكمة»(٤) ، وصحّ عنه أنّه كان تُنشد الأشعار بحضرته ، وقد أمر حسّان بن ثابت يوم الغدير بقول الشعر فأنشأ لديه ما أنشأ(٥) ، ومدح جماعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) فتح الباري ١٠ / ٤٤٤. ويؤيّده قوله تعالى (يَقُوْلُوْنَ مَا لاَ يَفْعَلُوْنَ) الشعراء : ٢٢٦.
(٢) إشارة إلى قوله تعالى في سورة الشعراء : ٢٢٤.
(٣) يس : ٦٩.
(٤) مسند أحمد بن حنبل : ١ / ٢٦٩ و ٢٧٣ ، سنن الدارمي ٢ / ٢٩٦ ، من لا يحضره الفقيه ٤ / ٣٧٩ ح ٥٨٠٥.
(٥) روى المفيد في الإرشاد ١ / ١٧٧ أن جاء حسّان إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فقال له : يا رسول الله ، ائذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه الله. فقال له : قل ـ يا حسّان ـ