أُولُوا الأَلْبَابِ)(١).
أجل نحن لا ننكر وجود اختلاف بين أهل البيت عليهمالسلام والخلفاء الثلاثة في القراءة والترتيب ، لكنَّ هذا لا يعني مخالفة القرآن المتداول بين أيدي الناس ، بل ترى أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ينهون الآخرين عن مخالفة قراءة «المصحف الإمام»(٢) ، حسبما وقفت على كلامهم عليهمالسلام وشهد به بعض المحدّثين من الكتّاب أمثال الدكتور شاهين ، لأنّ (المصحف الإمام) ما هو إلاّ صورة مستنسخة عن مصاحف الصحابة المدوّنين للقرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وإنّه ليس بمصحف أبي بكر وعمر وعثمان الذين دوّنوا القرآن بشاهدين ـ كما يقولون ـ وذلك لمخالفته لقراءة الخلفاء الثلاثة في كثير من الأحيان.
إذ عرفت بأنّ الخلفاء الثلاثة لا يقرؤون بالبسملة ، في حين أنّ البسملة تراها موجودة في مصاحف الآخرين ، وهي موجودة أيضاً في (المصحف الإمام) المدّعى تأليفه وجمعه لعثمان ، فكيف تكون البسملة موجودة في المصحف الإمام ولا يقرأ به الخلفاء.
فلو قالوا بأنّ البسملة ذكرت من باب كلّ أمر ذي بال لم يبتدأ ببسم الله فهو أبتر ، وهذا لا يعني بأنّها آية من القرآن بل ذكرت تيمّناً وتبرّكاً ودفعاً للشيطان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تفسير مصابيح الأسرار ١/١٣ ، والآية الأخيرة من سورة آل عمران : ٧.
(٢) أي ما يقرا به الناس.