وَصْلُ القول ينقطع ، لقوله تعالى : (وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ)(١) ، ولا جمع الثَّقَلَيْن يفترق ، لقوله تعالى : (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)»(٢).
فنُسخته إن كانت عند قوم مهجورة ، فهي بحمد الله عند قوم محفوظة مستورة (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْح مَحْفُوظ)(٣) ، ولم ينقل عنه عليهالسلام إنكار على ما جمعه الصَّحابة (رضوان الله عليهم).
لا كما قال عُثمان : أرى فيه لحناً وستقيمه العرب ، ولا كما قال ابن عبّاس : إنّ الكاتب كتبه وهو ناعس ، بل كان يقرأ من المُصْحَف ويكتب بخطّه من الإمام ، وكذلك الأئمّة من وُلده عليهالسلام يتلُون الكتاب على ما يتلونه ، ويُعلِّمُون أولادهم كذلك ، والله تعالى أكرم وأمجد من أن يدع كتابه الكريم المجيد على لَحن حتّى تقيمه العرب ، بل له (عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ)(٤). ولا يستبعد أن يكون لكتابه المُنزل نُسختان لا تختلفان اختلاف التّضادّ ، وكلاهما كلام الله عزَّوجلَّ ...
فالقرآن الّذي بين أظهرنا كلام الله بين الدّفّتين ، محفوظ بحفظ الله عن التغيير والتبديل بتأويله وتنزيله ، وينفون عنه زيغ الزائغين وانتحال المُبطلين (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة القصص : ٥١.
(٢) سورة القيامة : ١٧.
(٣) سورة البروج : ٢١ ـ ٢٢.
(٤) سورة الأنبياء : ٢٦ ـ ٢٧.