فإنّ وجود تفسير
وتأويل هكذا أُمور في هوامش وحواشي بعض الآيات من مصاحف الصحابة ، وخصوصاً في
المصحف المفسّر والمدوّن من قِبَلِ أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب
عليهالسلام كان يقلق نهج الخلافة.
وما قلناه من وجود
قرآن التلاوة والقرآن المفسَّر المُأَوَّل ليس بِدْعاً من القول ، إذ قد قال به
علمين من أهل السنّة قبلنا :
أحدهما لأبي شامة في كتابه المرشد الوجيز إلى علوم القرآن ـ جمع القرآن في زمن رسول الله ـ إذ قال :
« ... فإنّ القرآن
مكتوب في اللوح المحفوظ على الترتيب الذي هو في مصاحفنا ... ثمّ كان ينزله مفرّقاً
على رسول الله مدّة حياته عند الحاجة ... وترتيب النزول غير ترتيب التلاوة».
وهذا الكلام قد
يخالفه أتباع مذهبه من منكري توقيفية السور. وإنّي لا أريد أن أقول بقوله ، لكنّي
ألّفت النظر إلى تفريقه بين ترتيب النزول وترتيب التلاوة والقول بأنّ كِلَيْهما
قرآن.
وثانيهما محمّد بن عبدالكريم الشهرستاني (ت ٥٤٨ هـ) في التفسير
المنسوب إلى حين كلامه عن كيفية جمع القرآن ، قال :
«بلى والله إِنّ
القرآن محفوظ ، لقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ
نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ). وأمّا حفظه بحفظ أهل البيت فإنّهما لا يفترقان قطّ ، فلا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ