نفس القرآن المنزل على رسوله(صلى الله عليه وآله) والذي كتبه الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام وغيره من الصحابة في عهده(صلى الله عليه وآله). وهو ما اصطلحنا عليه بـ : (المصحف المجرّد).
لكنّ الخطأ هو الإيحاء بأنّ ترتيب القرآن الحالي والقراءة فيه هو نفس ترتيب وقراءة الإمام عليّ عليهالسلام في كلا مصحفيه ، فهذا غير صحيح ؛ لأنّا كنّا قد وضَّحنا بأن ترتيب القراءة غير ترتيب النزول ، وأنَّ لكل واحد من الصحابة قراءةً خاصةً وترتيباً خاصّاً به. وقد وقفت على أنّ للإمام عليهالسلام مصحفاً مفسّراً ذكر فيه التنزيل والتأويل ، طبقاً للنزول وهذا ما اصطلحنا عليه بـ (المصحف المفسّر).
وهذا يختلف عن المصحف المجرّد ، لكن الاختلاف لم يكن في ذات القرآن ، فالمصحف المفسّر قرآن تفسير وعلم ، والمصحف المجرّد قرآن تلاوة وذكر.
وعليه فهذا المصحف المتداول اليوم مقبول عند الأئمة عليهمالسلام ومُمْضى من قبلهم ، ونحن نقرؤه تبعاً لهم ؛ لأنّ مادّته القرآنية وأصله الإلهي معترف بهما وبصحّتهما عندهم ، ومعناه أنّ الإمام عليّاً عليهالسلام يقبل بهذا المصحف كما يقبل به آخرون من الصحابة ، لكن في الوقت نفسه لا ننفي وجود اختلاف بين قراءة أهل البيت عليهمالسلام وقراءات الصحابة ، وبين ترتيب مصاحف الصحابة ومصحف أهل البيت عليهمالسلام ، بل بين ترتيب مصاحف الصحابة فيما بينهم ، ولا يستبعد أن يقال : بأنّ هذا المصحف المتداول اليوم هو مأخوذ عن مصحف الإمام