والمنسوخ» وهذه النصوص تختلف عن سابقتها وحتّى ابن سيرين حكي عنه كلا الأمرين ، ففي قول آخر عنه : «نبّئتُ أنّه كتب المنسوخ وكتب الناسخ في أثره» ، وهذه الجملة تختلف عن جملته السابقة.
القرّاء والإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام :
مرّ عليك حال الصحابة القرّآء ، أمّا الإمام عليّ عليهالسلام فلم يطلبوا منه أن يأتيهم بنسخته ، وهو لم يعطهم إيّاها ، لكنّهم عن طريق أبي عبدالرحمان السّلَمي وصلوا إلى قراءته ـ حسبما مرّ عليك ـ واعتمدوها كي يصحّحوا مصحفهم ويعطوه الشرعية ، وقد يكونون استعانوا بحذيفة بن اليمان للوقوف على قراءة الإمام عليّ عليهالسلام وتصحيحه للمصحف الإمام.
وبرأيي أنّ تصحيح المصحف الموجود لا يحتاج إلى كثير من المؤونة ، لاعتقادنا بأنّ المقروء ليس فيه ما يخالف القراءة المشهورة بين المسلمين والّتي قرأ بها رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، والإمام عليّ عليهالسلام ، وفاطمة الزهراء عليهاالسلام.
وإنّك لو ألقيت نظرة إجمالية على نهج البلاغة وخطب السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام ضدّ الشيخين وكلام الإثني عشر الذين احتجّوا على أبي بكر في جلوسه مجلس الخلافة ، ووقفت على الآيات الّتي استشهدوا بها لَما رأيت في كلامهم آية تخالف القراءة المشهورة والمأخوذ بها اليوم خلافاً مغيّراً للمعنى.