بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما تصدّق به عبدالله علىّ أمير المؤمنين ، تصدّق بالضيعتين المعروفتين بـ : (عين أبي نيزر والبغيبغة) على فقراءأهل المدينة وابن السبيل ؛ ليقي الله بهما وجهه حرّ النار يوم القيامة ، لاتُباعا ولا توهبا حتّى يرثهما الله وهو خير الوارثين ، إلاّ أن يحتاج إليهما الحسن أو الحسين ، فهما طلق(١) لهما ، وليس لأحد غيرهما»(٢).
٤ ـ عن الكافي للشيخ الكليني ... عن عبدالرحمن بن الحجّاج ، قال : «بعث إلىّ أبو الحسن موسى عليهالسلام ، بوصية أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهي :
هذا ما أوصى به وقضى به في ماله عبدُالله عليّ ابتغاءَ وجه الله ، ليولجني به الجنّة ويصرفني به عن النار ويصرف النار عنّي يوم تبيضُّ وجوهٌ وتسودُّ وجوه ، أنّ ما كان لي من مال بيَنْبُع يُعرف لي فيها وما حولها صدقة ورقيقها غير (رباحاً ، وأبا نَيْزَرَ ، وجُبَيراً) عتقاءٌ ليس لأحد عليهم سبيل ، فهم مواليّ يعملون في المال خمس حِجَج ، وفيه نفقتُهم ورزقُهم وأرزاقُ أهاليهم.
ومع ذلك ما كان لي بوادي القرى كلّه من مال لبني فاطمة ، ورقيقها صدقة.
وما كان لي بدَيْمَة وأهلها صدقة ، غير أنّ زُرَيْقاً له مثلُ ما كتبتُ لأصحابه ، وما كان لي بأذِيْنَة وأهلها صدقة ، والفقيرَين كما قد علمتم صدقة
__________________
(١) الطِلق : المطلق الذي يتمكّن صاحبه فيه من جميع التصرّفات (المصباح المنير : ٣٧٧).
(٢) الكامل للمبرّد ٣/١١٢٧ ، ربيع الأبرار ٤/٣٨٨.