وأسكن هذه الصدقة خالاته ما عشن وعاش عقبهن ، فإذا انقرضوا فهي لذي الحاجة من المسلمين»(١).
٣ ـ عن الكامل للمبرّد عن أبي نيزر : «جاءني عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين وأنا أقوم بالضيعتين ـ (عين أبي نيزر) (والبُغيبغة) ـ فقال لي : هل عندك من طعام؟ فقلت : طعام لا أرضاه لأمير المؤمنين ؛ قرع من قرع الضيعة ، صنعته بإهالة سَنِخة ، فقال : علىَّ به ، فقام إلى الربيع ـ وهو جدول ـ فغسل يديه ، ثمّ أصاب من ذلك شيئاً ، ثمّ رجع إلى الربيع ، فغسّل يديه بالرمل حتّى أنقاهما ، ثمّ ضمّ يديه كلّ واحدة منهما إلى أُختها وشرب بهما حُسىً(٢) من الربيع ، ثمّ قال : يا أبا نيزر ، إنّ الأكفّ أنظف الآنية ، ثمّ مسح ندى ذلك الماء على بطنه ، وقال : من أدخله بطنه النار فأبعده الله!. ثمّ أخذ المعول وانحدرفي العين ، فجعل يضرب ، وأبطأ عليه الماء ، فخرج وقد تفضّج(٣) جبينه عرقاً ، فانتكف العرق عن جبينه(٤) ، ثمّ أخذ المعول وعاد إلى العين ، فأقبل يضرب فيها ، وجعل يهمهم ، فانثالت كأنّها عنق جزور ، فخرج مسرعاً ، فقال : اُشهد الله أنّها صدقة ، علىّ بدواة وصحيفة ، قال : فعجّلتُ بهماإليه ، فكتب :
__________________
(١) روضة المتّقين ١١/١٧١ ، وسائل الشيعة ١٣/٣٠٤ ، من لايحضره الفقيه : ٤/٢٤٨/ح٥٥٨٨ ، وزاد فيه «ولا تورث» بعد «ولا توهب».
(٢) الحُسوة : ملء الفم ممّا يحسى ، والجمع : حسىً وحُسوات (المصباح المنير : ١٣٦).
(٣) تَفَضّجَ عَرَقاً : سال (لسان العرب ٢/٣٤٥).
(٤) انتكف العرَقَ عن جبينه : أي مسحه ونحّاه (لسان العرب ٩/٣٤٠).