١ ـ عن أيّوب بن عطية قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : قسّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) الفيء فأصاب عليٌّ أرضاً فاحتفر فيها عيناً فخرج منها ماء يَنْبُع في السماء كهيئة عنق البعير ، فسمّاها عين ينبع(١) ، فجاءه البشير يبشّره ، فقال : بشّر الوارث ، هي صدقة بتّاً بتلاً(٢) في حجيج بيت الله وعابر سبيله ، لاتُباع ولاتوهب ولاتورث ، فمن باعها أو وهبها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لايقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ، وسمّاها (يَنْبُع) (٣).
وكلمة (الصدقة الجارية) فسّرها العلماء بالوقف(٤) كما مرّ سابقاً.
٢ ـ ومنها عن الصادق عليهالسلام قال : «تصدّق أمير المؤمنين عليهالسلام بدار له في المدينة في بني زريق فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما تصدّق به عليّ بن أبي طالب وهو حيٌّ سويٌّ تصدّق بداره التي في بني زريق صدقة لا تباع ولا توهب حتّى يرثها الله الذي يرث السموات والأرض ،
__________________
(١) وينبع بالفتح ثمّ السكون والباء الموحّدة المضمومة وعين مهملة ، وهي حصن به نخيلوماء وزرع ، وبها وقوف لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، يتولاّه ولده ، وهو بين مكّة والمدينة ، راجع معجم البلدان ، مادّة ينبع.
(٢) راجع لسان العرب ٢/٦ : صدقة بتّة بتلة ، إذا قطعها المتصدّق بها من ماله فهي بائنة من صاحبها قد انقطعت منه.
(٣) مستدرك الوسائل ١٩/١٨٦ ، ١٩٨ ، ٢٠٢ ، وتهذيب الأحكام ج٩ ح٥٦ وكذا رواه ثقة الاسلام الكليني في فروع الكافي : ٣٥ باب صدقات النبيّ (صلى الله عليه وآله) وفاطمة والأئمّة عليهمالسلام ، ح٧ بتفاوت.
(٤) انظر : سبل السلام ٣/١٣٧ ، نيل الأوطار : ٢٥ ، جواهر الكلام ٢٨/٢.