حين أنّ آية الإكمال هي الآية رقم ٣ من سورة المائدة وآيات الأحكام بعدها كثيرة كآية تحليل الطيّبات والصيد برقم ٤ ، وآية طعام أهل الكتاب برقم ٥ ، وآية الوضوء برقم ٦ ، وآية السارق والسارقة برقم ٣٨ ، وآية الإيمان برقم ٨٩ ، وآية الخمر برقم ٩٠ ، وآية تحريم الصيد برقم ٩٥ ، وآية تحريم ما حلّله المشركون برقم ١٠٣ ، وآية الإشهاد في الوصية برقم ١٠٧ ، ثمّ تساءل القائل : فما هي المناسبة لإقحام آية الإكمال ضمن آيات تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير(١)؟
ولِما اشتهر عن ترتيب مصحف الإمام عليّ عليهالسلام وأنّ المنسوخ فيه قبل الناسخ والمكّي قبل المدني ، ولاعتقادهم بعدم حجّة السياق إلى غيرها ممّا استدلّوا به في عدم توقيفية الآيات في السور.
قال الكردي في تاريخ القرآن وغرائب رسمه : «ففي قول عائشة للعراقيّ : (وما يضرّك أيّة قرأتَ قبل؟!) دليل على أنّ ترتيب السُّور في التّلاوة ليس بواجب(١) ، وهو كذلك في جميع المذاهب ، فإنّه يجوز ترك ترتيبهافي الصّلاة والتّلاوة والدّرس ، لأنّ كلّ سورة مستقلّة بذاتها مستوفية لآياتها ، ويفهم من هذا الحديث أنّ النّاس كانوا يقرأون القرآن ويكتبونه من غير ترتيب لسُوَره ، حتّى جمع عُثمان مُصْحَفه وحمل النّاس عليه.
__________________
(١) التمهيد في علوم القرآن ١ / ٢١٦.
(٢) قد يقال بأنّ ترتيب الآيات في السورة الواحدة غير واجب أيضاً لإمكان قراءة الإنسان من وسط السورة في التلاوة والدرس ، لكن الشيعة الإمامية لا تجيز هذا الأمر في الصلاة.