صدقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي طلبتها فاطمة ميراثاً ، فروى أبو بكر من رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (نحن معاشر الأنبياء لانورّث ما تركناه صدقة) ولم تزل فدك في يد مروان وبنيه إلى أن تولّى عمر بن عبدالعزيز فانتزعها من أهله وردّها صدقة».
يقول ابن أبي الحديد : «وأقطع عثمان مروان فدكاً ، وقد كانت فاطمة طلبتها بعد وفاة أبيها (صلوات الله عليه) ، تارة بالميراث ، وتارة بالنحلة فدفعت عنها»(١).
يقول السيّد العاملي : «ما معنى هذا الإقطاع من قبل عثمان ، لأنّ فدكاً إن كانت فيئاً للمسلمين كما ادّعى ذلك أبو بكر ، فما وجه تخصيصها بمروان؟وإن كانت ميراثاً لآل الرسول (صلى الله عليه وآله) كما احتجّت له الصديقة فاطمة في خطبتها ، فليس للخليفة أن يتصرّف في ذلك ، وإن كانت نحلة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسيّدة النساء ، كما ادّعته وشهد لها أمير المؤمنين والحسنان عليهمالسلام وأمّ أيمن(رض) ، فما هي علاقة مروان وغير مروان بذلك؟ وأىّ سلطة لعثمان عليها حتّى يقطعها لأحد من الناس»(٢).
وإن كانت فدك صدقة (وقف) ، فهي أوّل اعتداء على الأوقاف في الإسلام ، حصل في أوائل العصر الإسلامي.
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١/١٩٨ ـ ١٩٩ ، خطبة ٣.
(٢) الصحيح من السيرة ١٨/٢١٩.