قال الطبرسي : «لمّا فرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خيبر ، عقد لواءً ، ثمّ قال : من يقوم إليه فيأخذه بحقّه؟ ـ وهو يريد أن يبعث به إلى حوائط فدك ـ فقام الزبير إليه فقال : أنا ، فقال له أمِطْ عنه (إبعد) ، ثمّ قام إليه سعد ، فقال (صلى الله عليه وآله) : أمِط عنه ، ثمّ قال : يا عليّ ، قم إليه فخذه ، فأخذه ، فبعث به إلى فدك فصالحهم على أن يحقن دماءهم ، فكانت حوائط فدك لرسول الله (صلى الله عليه وآله) خاصّاً خالصاً» ، ثمّ قال : «فنزل جبرئيل فقال : إنّ الله ـ عزّوجلّ ـ يأمرك أن تؤتي ذا القربى حقّه. فقال : يا جبرئيل ، ومن قرابتي وما حقّه؟ قال : هي فاطمة ، فأعطها مالله ولرسوله في حوائط فدك.
قال : فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة وكتب لها كتاباً ، جاءت به بعد موت أبيها إلى أبي بكر وقالت : هذا كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي ولإبنيّ»(١).
وأشار القمّي إلى هذا المعنى بقوله : «فجعل لها فدكاً ، والمسكين مِن ولدفاطمة ...»(٢) ، وروى العيّاشي في تفسيره (٢/٢٨٧) أربعة أخبار في ذلك ، ثلاثة منها عن الامام الصادق عليهالسلام ، والخبر الرابع عن عطية العوفي مرسلاً ، وروى الطبرسي في تفسيره(٣) خبر عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني النيشابوري ، وبأسانيد وطرق عديدة (١/٣٣٨ ـ ٣٤١) ، وعن الخدري نقل القاضي عبدالجبّار
__________________
(١) أعلام الورى ١/٢٠٨.
(٢) تفسير القمّي ٢/١٨.
(٣) مجمع البيان ٦/٦٣٣.