٤ ـ الموقوفة السادسة :
فدك(١) :
ادّعى الماوردي وأبو يعلي الفرّاء : «لما فتح النبيّ (صلى الله عليه وآله) خيبر جاءه أهل فدك فصالحوه بسفارة (محيصة بن مسعود) على أنّ له نصف أرضهم ونحلهم عليه ، ولهم النصف الآخر ، فصار النصف الآخر خالصاً لهم إلى أن أجلاهم عمر بن الخطّاب .... فصار من صدقات رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ونصفها الآخر لكافّة المسلمين»(٢).
وقال الواقدي : «فصالحوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أن يحقن دماءهم ، وأنّ لهم نصف الأرض بتربتها ، ولرسول الله (صلى الله عليه وآله) نصفها ، فقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك وأقرّهم على ذلك»(٣).
وأشار ابن إسحاق : « ... فكانت فدك لرسول الله (صلى الله عليه وآله) خالصة ، لأنّه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب»(٤).
أقول : إنّ فدك بحوائطها كانت ملكاً خاصّاً خالصاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فنحلها ابنته الصدّيقة فاطمة الزهراء ، وبقيت تحت يديها إلى أن قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله).
__________________
(١) فدك : بينها وبين المدينة يومان ، كما في معجم البلدان ٦/٣٤٢ ، وتبعد عن المدينة نحو١٤٠كم ، وانظر : مراصد الاطلاع ٣/١٠٢.
(٢) نفس المصدر السابق.
(٣) مغازي الواقدي ٢/٧٠٧.
(٤) سيرة ابن هشام ٣/٣٥٢.