الثمانية ثلاثة حصون : (الكتيبة والوطيح والسلالم).
بعد أن صالح رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حقن دماء من في حصونهم من المقاتلة ، وترك الذرّية لهم ، ويخرجون من خيبر وأرضها بذراريهم ، ويخلّون بين رسول الله وبين ما كان لهم من مال وأرض ، وعلى الصفراء والبيضاء ، والكراع والحلقة ، وعلى البزِّ إلاّ ثوباً على ظهر إنسان ... ووجد في ذينيك الحصنين مائة درع ، وأربعمائة سيف ، وألف رمح ، وخمسمائة قوس عربية بجعابها ... الخ وبذلك يكون الوطيح وسلالم فيئاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ؛ إذ لم يحصل قتال في هذين الحصنين(١).
وذكر الماوردي وأبو يعلي الفرّاء : «فصارت هذه الحصون الثلاثة ... خالصة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فتصدّق بها ، وكانت من صدقاته»(٢).
ويلاحظ ، أنّنا لم نجد ذلك في الكتب المعتبرة عند الإمامية ، وأنّها من صدقاته أو موقوفاته ، وإن كانت من ممتلكاته (صلى الله عليه وآله) ، ثمّ استولت عليها السلطة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، تحت ذريعة : «نحن معاشر الأنبياء لانورّث ما تركناه صدقة» ، الذي ردّ الإمام عليّ والصدّيقة فاطمة عليهاالسلام وكثير غيرهماروايته ، كما مرّ سابقاً.
__________________
(١) انظر : الصحيح من السيرة ١٨/١٧٠ عن ابن إسحاق ، ونحوه في تاريخ الطبري ٢ / ٣٠٢ ، وتاريخ خليفة ، أبو عمر ، وخليفة بن خياط : ٤٩.
(٢) الأحكام السلطانية للماوردي : ٢٩٧ ، الأحكام السلطانية لأبي يعلي : ٢٠٣.