٣ ـ الموقوفة الثالثة والرابعة والخامسة :
حصون الكتيبة والوطيح والسلالم :
ثلاثة حصون من خيبر ، وكانت خيبر ثمانية حصون : (ناعم والقموصوشق والنطاة والكتيبة والوطيح والسلالم وحصن الصعب بن معاذ)هذه الحصون فتحت عنوة عدا (الوطيح والسلالم والكتيبة) فإنّها فتحت صلحاً بعد أن حاصرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أربعة عشر يوماً(١) ، وسألوه أن يسير بهم ويحقن لهم دماءهم ففعل ذلك ، ومَلَكَ من هذه الحصون
__________________
النبيّ (صلى الله عليه وآله) من أموال وعقار اسم(صدقة) أو (صدقات).
وقالوا : «كلّ ما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله) تصدّق به» ـ انظر : التراتيب الإدارية ١/٤٠١ عن السهيلي ـ ليركّزوا ذلك الأمر الذي انفرد به أبو بكر في أذهان الناس بصورة تلقائية لاشعورية.
أمّا بالنسبة لقول عمر : «إنّ بني النضير كانت من صوافي رسول الله (صلى الله عليه وآله) حبساً لنوائبه» ، فإنّ ذلك بهدف الإيحاء بأنّها لابدّ أن تعود إلى بيت المال أو للخليفة لتكون حبساًلنوائبه أيضاً.
وأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لايورّث ، وحتّى لو يورّث ، فإنّ تعامله هذا يدلّ على أنّه لم يكن نفسه مالكاً ، فهو يتعامل مع هذه الأراضي كما لو كانت ترجع إلى بيت مال المسلمين ، حتّى يؤكّد صدق الخليفة في دعواه أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لايورّث. انظر : الصحيح من السيرة ، للعاملي ٩/٢٤١ ـ ٢٤٣.
(١) مغازي الواقدي ٢/٦٧٠ ، وسيرة ابن هشام ٣/٣٤٧ ؛ فحصرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بضع عشرة ليلة. ومصالحة أهل الحصون الثلاثة أشار إليها الحلبي في مناقب آل أبي طالب١/٢٠٤.