__________________
البعض أهله وعياله نفقة سنة ، ويجعل ما بقي مجعل مال الله ، انظر : تاريخ الخميس ١/٤٦٢.
والجواب : كما عن الصحيح من السيرة للعلاّمة السيّد جعفر العاملي ٩/٢٤٠ ومابعدها.
(أ) دعوى تخميسها لايمكن أن تصحّ ، لأنّ الثابت أنّها لم تفتح عنوة ، وأنّها ممّا أفاءه الله على رسوله ، والفيء لايخمّس ، وإنّما تخمّس الغنيمة المأخوذة عنوة في الحرب.
ولعلّ دعوى التخميس لها ؛ تهدف إلى إلقاء الشبهة على مطالبة عليّ عليهالسلام ، وفاطمة ، والعبّاس بها ، مع أنّ عمر بن الخطّاب نفسه يصرّح في رواية المطالبة بتركة رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما انفرد أبو بكر برواية : (نحن معاشر الأنبياء لانورّث ... ،) وفيما سبق بأنّ أموال بني النضير كانت من الفيء.
بل قد ورد : أنّ عمر بن الخطّاب قال : يا رسول الله ، ألا تخمّس ما أصبتَ من بني النضيركما خمّست ما أصبت من بدر؟! فقال (صلى الله عليه وآله) : لا أجعل شيئاً جعله الله لي دون المؤمنين بقوله : (مَا أَفَاءَ الله عَلى رَسُوْلِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى ...) ـ سورة الحشر : ٦ ـ كهيئة ما وقع فيه السهمان ، انظر : المغازي ١/٣٧٧.
(ب) التعبير بـ : (صدقات) و (صوافي) :
إنّ التعبير عن أموال بني النضير وعن أموال مخيريق بـ : (صدقات رسول الله) أو أنّه (صلى الله عليه وآله) يطعم أهله من أراضي بني النضير وخيبر وحوائط مخيريق قوت سنته ، ثمّ يجعل الباقي في الكراع والسلاح ، نجد هذا التعبير لدى معظم المؤرّخين والمؤلّفين من إخواننا أهل السنّة ، وهو تعبير فنّي مدروس ، قد جاء ليؤكّد اتّجاهاً سياسيّاً فرضه موقف السلطة ممّا حدث ، من أجل تأكيد الحديث الذي انفرد به أبو بكر الذي يقول : (نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ، ما تركناه صدقة) هذا الحديث الذي أنكره الإمام عليّ وفاطمة والعبّاس وغيرهم ، فقد أطلقت السلطة على ما تركه