عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أهْلِ الْقُرَى فَلِلهِ وَلِلرَّسُوْلِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَساكِيْنِ وَابْنِ السَّبِيْل) (١).
وكانت هي أوّل أرض افتتحها رسول الله(٢) ، وهي أوّل أرض أفاءها الله تعالى على رسوله ، فأجلاهم عنها وكفّ عن دمائهم وجعل لهم ما حملته الأبل من أموالهم إلاّ الحلقة ـ وهي السلاح ـ فخرجوا بما استقلّت إبلهم إلى خيبر والشام ، وخلصت أرضهم كلّها لرسول الله (صلى الله عليه وآله).
وقد أعطى ناساً من أصحابه ، ووسّع في الناس منها(٣) ، وبقي منها صدقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي كانت في أيدي بني فاطمة(٤) ، واصطفى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أموال بني النضير وكانت أوّل صافية قسّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين المهاجرين الأوّلين والأنصار ، وأمر عليّاً فحاز ما لرسول الله (صلى الله عليه وآله) منها فجعله صدقة ، وكانت في يده مدّة حياته ، ثمّ في يد أمير المؤمنين عليهالسلام بعده ، وهو في ولد فاطمة عليهاالسلام حتّى اليوم(٥).
روى البخاري في صحيحه حديثاً طويلا في مخاصمة العبّاس
__________________
(١) سورة الحشر : ٧.
(٢) فتوح البلدان ، قسم ١ ، ص١٧٠.
(٣) المناقب لابن شهرآشوب ١/١٩٧ ، الإرشاد ، للشيخ المفيد : ٥٠ ، سنن أبي داود ٢٣/١٧١ ، برقم (٢٩٦٥).
(٤) الكافي باب صدقات النبيّ (صلى الله عليه وآله) وفاطمة والأئمّة عليهمالسلام ٧/٤٨ ـ ٤٩ ، ح٥ ، ٦ ،
وانظر : مستدرك الوسائل ١٤/٥٠ ـ ٥١.
(٥) بحار الأنوار ٢٠/١٧٣ ، الإرشاد : ٥٠ ، وابن شهرآشوب ، المناقب ١/١٩٧.