قال الخصّاف : « ... حدّثني محمّد بن بشر بن حميد عن أبيه قال : سمعت عمر بن عبدالعزيز يقول في خلافته بـ : (خناصرة) : سمعت بالمدينة ـ والناس بها يومئذ كثير من مشيخة من المهاجرين والأنصار ـ أنّ حوائط رسول الله (صلى الله عليه وآله) السبعة التي وقف من أموال مخيريق ..... ثمّ دعا لنا بتمر ، فأتي به ، تَمْرٌ في طبق ، فقال : كتب إليّ أبو بكر بن حزم يخبرني أنّ هذا التمر من العذق الذي كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأكل منه ، فقلت : يا أمير المؤمنين فاقسمه بيننا ، فقسمه بيننا فأصاب كلّ واحد منّا تسع تمرات. قال عمر بن عبدالعزيز : وقد دَخلْتها إذ كنت والياً بالمدينة ، وأكلت من هذه النخلة ، ولم أر مثلها من التمر أطيب ولا أعذب»(١).
٢ ـ الوقف الثاني :
أموال بني النضير :
آلت أموال بني النضير إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) خالصة بعد غزوة بني النضير ، فهي ممّا أفاء الله تعالى على رسوله من المشركين ممّا لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب ، أي لم يفتحوها عنوة بل افتتحوها على صلح ...(٢) ، فكانت أموالهم خالصة للنبيّ (صلى الله عليه وآله) بمقتضى قوله تعالى : (... مَا أَفَاءَ الله
__________________
(١) أحكام الأوقاف : ١.
(٢) مسند أبي عوانة ٤/١٤٢.