ومشربة أمّ إبراهيم»(١) ، «قال محمّد بن كعب القرظي : وكانت أوّل وقف بالمدينة»(٢).
من هنا ، فإنّ أموال مخيريق وهي سبعة حوائط (بساتين) قد أصبحت للنبيّ (صلى الله عليه وآله) بعد أن استشهد مخيريق رحمهالله بمقتضى وصيّته ، ولم يكن لليهود أن يأخذوا منها شيئاً ، حيث إنّه ليس للكافر أن يرث المسلم ، وحيث لم يكن لمخيريق وارث فإنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) يكون وارثه ، وهي أوّل أرض ملكها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقد أوقفها (صلى الله عليه وآله) على فاطمة عليهاالسلام.
وروى القاضي نعمان المغربي (ت ٣٦٣ هـ) في دعائم الإسلام بإسناده عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام قال : «تصدّق رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأموال جعلها وقفاً ، وكان ينفق منها على أضيافه ، وأوقفها على فاطمة سنة سبع للهجرة ومنها : (العواف ، والبُرقة ، والصافية ، ومشربة أم إبراهيم ، والحُسنى ، والدّلال ، والمنت»(٣).
والحوائط السبعة في المدينة كانت صدقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) (٤) فأوصت بها الزهراء عليهاالسلام لعليّ عليهالسلام ثمّ للحسن عليهالسلام ثمّ للحسين عليهالسلام ، ثمّ للأكبر من
__________________
(١) أخبار المدينة ١/١٧٣ ، الإصابة ٩٨/١٥٢.
(٢) السيرة النبوية لابن كثير ٣/٧٣.
(٣) دعائم الإسلام ٢/٣٤١.
(٤) وأخرج البيهقي في السنن الكبرى (٦/١٦) عن عائشة : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) جعل سبع حيطان له بالمدينة صدقة على بني المطّلب وبني هاشم ، ولم يذكر أنّها لمخيريق.