فهي كلّها قرآن.
لكن أمر الصلاة يختلف ، فالذي يجب على الجميع هو القراءة في الصلاة طبقاً لما نزل على صدر النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) بالقراءة المتواترة لا الشاذّة.
وقد عقد ابن أبي داود باباً سمّاه (باب اختلاف مصاحف الصحابة) ذكر فيه أسماءهم وما وقعوا فيه من الاختلاف».
فبعضهم جمع مصحفه طبقاً لتنزيله ، وهو ما فعله الإمام علي عليهالسلام.
وبعضهم الآخر جمعه بشكل آخر؛ إذ صرّح ابن حجر في فتح الباري أنّ تأليف مصحف ابن مسعود على غير التأليف العثماني(١) ، وفي صحيح البخاري «تأليف ابن مسعود آخرهنّ الحواميم»(٢).
فترتيب السور في مصحف عثمان لا نراها توقيفية؛ لأنّها لو كانت كذلك فبماذا يعلّلون سبب اختلاف ترتيب مصحف عثمان مع مصاحف الآخرين؟!
ألا تلزم التوقيفية ـ في ترتيب الآيات والسور ـ أن تكون مصاحف الصحابة كلّها واحدة؟ إذن فما يعني هذا الاختلاف؟!
هل هؤلاء الصحابة ـ والعياذ بالله ـ قد خالفوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيما رتّبه من سور القرآن ـ إن صحّ كلامهم ـ؟ أم لكلّ واحد منهم له نصّ عن رسوله في ترتيب مصحفه؟! بل هل يعقل أن يخالف الإمام عليّ عليهالسلام رسول الله (صلى الله عليه وآله)
__________________
(١) فتح الباري ٩ / ٤٢.
(٢) صحيح البخاري ٤ / ١٩١١ / ح ٤١٠ ، كتاب فضائل القرآن باب تأليف القرآن ١٢٧٨ / ح ٤٩٩٦.