طعن بإِصبعه في صدري ، فقال : يا عمر ألا تكفيك آية الصيف(١) التي في آخرسورة النساء؟!»(٢).
وأخرج البخاري ، عن ابن الزبير ، قال : «قلت لعثمان بن عفّان : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً)؟ قال : قد نسختها الآية الآخرى فلِمَ تكتبها أو تدعها ، قال : يا ابن أخي لا أغيِّر شيئاً منه من مكانه»(٣).
وهذه الروايات كلّها جاءت في سياق إثبات توقيفية الآيات لا السور وبيان دور رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجبريل عليهالسلام في ترتيب القرآن.
كما أنّ هناك روايات اُخرى استدلّ بها على التوقيفية ، لكن بطريقة اُخرى ، فمثلاً في الرواية التالية ترى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمر زيداً بقوله : «اقرأه ، فأقرأهُ ، فإذا كان فيه سقط أقامه ...» الدالّة على الإشراف التامّ على المدوّنات.
فعن زيد بن ثابت ، قال : «كنت أكتب الوحي لرسول الله ، وكان إذا نزل عليه أَخَذَتْهُ بُرَحاءٌ(٤) شديدةٌ ... ، فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف والدواة أوكسرة ، فأَكْتُبُ وهو يملي عليّ ... ، فإذا فرغت ، قال : اقرأه ، فأقرأهُ؛ فإن كان فيه سقط أقامه ، ثمّ أخرج به إلى الناس ...»(٥).
__________________
(١) وقد سمّيت بآية الصيف لنزولها في الصيف بخلاف الآية الأولى من سورة النساء والتي نزلت في الشتاء والمسمّاة بآية الشتاء.
(٢) صحيح مسلم ١/٣٩٦/ح ٥٦٧ ، ٣/١٢٣٦/ ح ١٦١٧.
(٣) صحيح البخاري ٤/١٦٤٦ / ح ٤٢٥٦.
(٤) البرحاء الحمّى الشديدة والبرحاء : الشدّة ، والأمر العظيم ، والمشقّة.
(٥) المعجم الكبير ٥/١٤٥ / ح ٤٨٨٩٤ ، المعجم الأوسط ٢/٢٥٧ ، مجمع الزوائد ١/١٥٢ ، و٨/٦٥٧ عن الطبراني.