وعن عثمان ابن أبي العاص قال : «كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالساً إذ شَخَصَ ببصره ثمّ صوّبه حتّى كاد أن يلزقه بالأرض ، قال : ثمّ شَخَصَ ببصره فقال : أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من هذه السورة (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى) ، فجعلت في سورة النحل بين آيات الاستشهاد وآيات العهد»(١).
وروى القرطبي بسنده عن ابن عبّاس أنّه قال : «آخر ما نزل من القرآن (وَاتَّقُوْا يَوْمَاً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْس مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) ، فقال جبريل : يا محمّد ضعها في رأس ثمانين ومائتين من البقرة»(٢).
وفي آخر : «بين آيتي الربا والدَّين من البقرة»(٣).
وقد أخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن ابن مسعود البدري أنّه قال : «قال النبيّ : الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كَفَتاهُ»(٤).
وأخرج مسلم عن عمر بن الخطّاب ، قال : «ما راجعت رسول الله في شيء ما راجعته في الكلالة ، وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه ، حتّى
__________________
(١) مسند أحمد ٤/٢١٨ / ح ١٧٩٤٧ ، الإتقان ١/١٦٨ / ح ٧٨٢.
(٢) تفسير القرطبي ١/٦١ ، الكشّاف ١/٣٥٠.
(٣) الإتقان ١/١٧١ ، أسرار التكرار في القرآن : ٢٣.
(٤) صحيح البخاري ٤/١٤٧٢ / ح ٣٧٨٦ ، صحيح مسلم ١/٥٥٤ / ح ٨٠٧ ، وانظر سنن أبي داود ٢/٥٦ / ح ١٣٩٧ ، سنن الترمذي ٥/١٥٩ / ح ٢٨٨١.