وقال القشيري : «والصحيح أنَّ التسمية لم تكتب؛ لأنّ جبريل ما نزل بها في هذه السورة»(١).
وقد روي عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام : «الأنفال والبراءة واحدة»(٢).
وعليه فلا يصحّ ظنّ عثمان بأنّها من الأنفال لتشابه قصّتيهما وقوله : «فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»(٣) لأنّ الأمر لا يعود إليه بل يعود إلى الله وإلى رسوله وإلى عدم قراءة المسلمين به في سورة براءة خاصّة ، وفق ما علّمهم رسول الله في القراءة.
وإليك الآن بعض الروايات الدالّة على دور رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجبريل عليهالسلام في ترتيب الآيات :
ففي فضائل القرآن لأبي عبيدة وغيره ، عن ابن عبّاس ، عن عثمان ابن عفّان ، قال : «كان رسول الله إذا نزلت عليه آية دعا بعض من يكتب ، فقال : ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا»(٤).
كما ورد أنّ جبريل عليهالسلام كان يقول : «ضعوا كذا في موضع كذا»(٥).
__________________
(١) تفسير القرطبي ٨/٦١.
(٢) تفسير نور الثقلين ٢/١٧٦ ، تفسير جوامع الجامع ٢/٤٣ ، الأصفى ١/٤٥١.
(٣) سنن أبي داود ١ / ٢٠٨ / ٧٨٦ الباب ٢٦ من جهر بها ، سنن الترمذي ٥ / ٢٧٢ باب ومن سورة التوبة.
(٤) انظر فضائل القرآن : ٢٨٦ / باب تأليف القرآن وجمعه.
(٥) مناهل العرفان ١/١٧٢ ، الإتقان ١/١٦٩ عن القاضي أبي بكر في الانتصار ، وكذا في البرهان ١/٢٥٦.