المذكورتان وإن كانتا غير تامّتين على إطلاقها بل ثبت خلاف ذلك على ما بسطنا الكلام فيه في كتابنا في الرجال عند التعرّض لحال عمّار ، ولكنّ التتبّع في كلماته في المدارك يشهد بصحّتها في الغالب هذا.
ولكن يمكن أن يقال باتّصاف أخبار هذا الجزء بالحسن وعدّها من الحسان ، أمّا لدلالة رواية الثقة ـ أعني محمّداً أو والده ـ على حسن حال عبدالله المذكور ، فإنّ الظاهر من رواية الثقة الجليل عن شخص يدلّ على كونه موثوقاً به معتمداً عليه ، بل المحكي عن شاذ القول بدلالة رواية العدل على عدالة المروي عنه ، وهو وإن كان إفراطاً في القول الدالّ : رواية العدل عن بعض في كتابه الموضوع للرجوع إليه بل العمل به شاهد صدق للوثاقة ، اللهم إلاّ أن يقال إنّه ينافيه ما حكي من أنّ عادة كثير من السلف الرواية عن العدل وغيره كما عن الدراية : أنّه قد وقع من أكثر الأكابر من الرواة والمصنّفين ذلك ، كما عن الكلام : أنّ العادة الجارية بالرواية عمّن لو سئل عن عدالته لتوقّف فيه فتأمّل.
أو لكثرة روايته عن جدّه ، فإنّ كثرة الرواية تدلّ على حسن حال الراوي ، ومن هنا ما ورد في الأخبار كما رواه في الاختيار في الخبر الأوّل والثالث منه بطريقين عن مولينا الصادق عليهالسلام : «اعرفوا منازل الرجال على قدر رواياتهم عنّا»(١) ، وفي الخبر الثاني : «اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسبون ومن رواياتهم عنّا»(٢) ، وأمّا ما استظهره العلاّمة التقي المجلسي من أنّ المراد بـ : (قدر الروايات) علوّ مفاد الأخبار التي لا تجد إليه عقول أكثر الناس ، نظراً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) وسائل الشيعة ٢٧ / ١٤٩ ح ٣٣٤٥٢.
(٢) وسائل الشيعة ٢٧ / ١٤٩ ح٣٣٤٥٣.