معتمد معوّل عليه ، ومن كتاب الحسن بن محبوب وهو كتاب معتمد ، بل قال : وهذا الكتاب بخطّ شيخنا أبي جعفر الطوسي مصنّف النهاية ، نقلت هذه الأحاديث من خطّه من الكتاب المشار إليه» ، وظاهره أنّ الكتب المذكورة في الاعتبار مثل من لا يحضره الفقيه والتهذيب ، بل بعضها أكثر اعتباراً وأشدّ اعتماداً ، وكفى بذلك في اعتبار كتاب قرب الإسناد وصحّة الانتساب.
الرابع : في وصف أخبار هذا الكتاب.
فنقول : إنّ أخباره ليست على نهج واحد بل تختلف باختلاف أسانيده ، فجزؤه الأوّل المتّفق على الرواية عن عبد الله بن الحسن العلوي عن جدّه عليّ بن جعفر عن أخيه موسى عليهما السلام يوصف بالضعف ، لجهالة حال عبد الله المذكور ، وعدم ذكره في الرجال ، ومن هذا أنّه ذكر في الذخيرة عند الكلام في نجاسة المسكرات في مقام الرواية عنه : «وروى صاحب كتاب قرب الإسناد عن عبد الله بن الحسن العلوي عن جدّه عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام»(١) فروى روايته من غير توصيف بالصحّة ونحوها ، وظاهره اعتقاد ضعفها.
ولو قيل : إنّه بناء على هذا كان أن يصف الخبر بالضعف.
قلت : إنّه يقع كثيراً ما أنّهم يذكرون الخبر الضعيف ، ولاسيّما في مقام الاستدلال بدون التضعيف ، بل قد أصر المحدّث البحراني في الحدائق في مقام الردّ على صاحب المدارك من أنّه كلّما يذكر حديث عمّار بن موسى الساباطي في مقام استدلاله على دعواه يعبّر عنه برواية عمّار ، والدعويان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ذخيرة المعاد : ١٥٤.