الغالب إلى المدح المستفاد من الرواية المذكورة في كلام الكشّي ، فإنّ بناء الكشّي غالباً على ذكر الروايات المادحة والقادحة الواردة في حقّ الرجال ، ولمّا كان نقل الروايات موجباً لطول الكلام أشار إليها الفاضل المذكور بهذا اللفظ ، ولهذا وقع هذا اللفظ في النقل عن الكشّي والنجاشي ، فإنّ بناءه غالباً على الجرح والتعديل بالألفاظ مثل قوله ثقة أو ضعيف ونحوهما.
وبالجملة : إنّ المتتبّع في التراجم المذكورة في هذا الجزء يقطع أيضاً بإلغاء هذه النسبة.
وإن قلت : إنّ القطع بالإلغاء مقطوع أيضاً كيف وإنّه ذكر في ترجمة إبراهيم بن زياد أبو أيّوب الخرّاز ... ق ، م ، (جش) ، ثقة ، ممدوح)(١) ، وفي ترجمة سليمان بن جعفر ... م ، ضا ، (جخ ، ست ، كش ، جش) ، ممدوح ، ثقة) ، وفي ترجمة عيسى ابن السرّي أبو البيع الكرخي البغدادي ق (جخ ، ست ، كش ، جش مدحا)(٢) ، قلت : إنّ بعض المواضع المذكورة مبتني على طريقته المألوفة من نقل التوثيق عن النجاشي ، أو التوثيق عن الكشّي ، وبعضها مبنيٌّ على ما اختصّ به هذا الكتاب من وفور الاشتباه.
فمن الأوّل : نقل توثيق النجاشي لإبراهيم وسليمان ، ومدح الكشّي للحسن وسليمان وعيسى.
ومن الثاني : نقل مدح إبراهيم لأنّه لم يقع له المدح المتعارف نقله في كلامه لا من الكشّي ولا من النجاشي ، أمّا من الكشّي فنقله توثيقه عن محمّد ابن مسعود عن شاهين بن الحسن ، وأمّا من النجاشي فلما عرفت من توثيقه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) رجال ابن داود : ٣١ / ١٩.
(٢) رجال ابن داود : ١٤٩ / ١١٧٠.