ذلك العصر ، حتّى أنّ الكثير منهم عرفوا من خلال آثارهم الشعرية والأدبية فقط ولم يؤثر عنهم مؤلّفات أو مصنّفات في مجالات العلم الاُخرى ، من أمثالهم الشيخ صالح ابن العرندس والشيخ الخليعي وابن حمّاد وغيرهم ، ولربّمايُعزى هذا الأمر إلى آثار الحركة الصوفية الآتي ذكرها ومدى تأثيرها في علماء مدرسة الحلّة ، والله سبحانه العالم.
٢ ـ ظهور الحركة الصوفية في مدرسة الحلّة والتي بدت آثارها واضحة على بعض علمائها ورجال الفكر والأدب فيها وما تركته تلك الحركة من تأثير سلبي على النشاط العلمي ولربّما كانت من الأسباب المباشرة لتدهور النهضة العلمية وبداية خمولها ، ولا نعرف أسباباً واضحة لظهور الحركة الصوفية في الحلّة والتي قد تكون نتيجة للظروف والأحوال التي مرّت على المدينة والبلاد الإسلامية عموماً ، أو قد تكون نتجت عن التلاقح العلمي بين مدينة الحلّة ومدن العالم الإسلامي الاُخرى والذي شمل الاتصال بمختلف علماء جمهور المسلمين ، ونجد أنّ من أشهر علماء الحلّة المتأثّرين بالحركة الصوفية في ذلك العصر هما الشيخ الحافظ رجب البرسي والشيخ الزاهد أحمد بن فهد الحلّي.
ولتوضيح علم التصوّف ومذهب الصوفية بشكل عام وما هي أهمّ مرتكزاته الفكرية والفلسفية نذكر هنا بعض ما قيل فيه وبصورة مختصرة للإطلاع وتعميم الفائدة :
قال الشيخ بهاء الدين العاملي في الكشكول(١) :
«التصوّف علم يبحث فيه عن الذات الأحدية وأسمائه وصفاته من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) كشكول البهائي ٢/٣٥٧.