الفصل الثالث
موازنة بين نهج الحلّيّين في الرجال
بعد الاطّلاع على نهج الحلّيّين : ابن المطهّر وابن داود في الرجال ، وبما أنّهما متزامنان في الدرس والدراسة وقد أخذا من الشيوخ أنفسهم تقريباًنجد أنّ هناك تقارباً في منهجيهما في مواطن كثيرة ، وهناك أيضاً مواضع افترقت بهما الطرق وأخذ كلّ منهما سبيلاً مختلفاً.
وعليه سوف نسوق مواطن الائتلاف أو التشابه ومواطن الاختلاف على عدّة مستويات ، وهي : الموارد وهيكلية الكتاب التأليفية ومتن الكتاب.
أوّلا : دلائل التقارب والتشابه «الائتلاف» :
١ ـ في الموارد :
اعتمد ابن داود على أغلب الموارد التي اعتمد عليها العلاّمة الحلّي ، مثل الكشّي ، النجاشي ، الطوسي (الرجال ، الفهرست ، الغيبة ، الاستبصار) ، الفضل بن شاذان ، محمّد بن مسعود العيّاشي ، ابن الحاشر ، كتاب سعد ... إلخ.
واستخدم الاثنان عبارات غامضة تدلّ على مصادر اعتمدا عليها لكن لم يشيرا إليها بصراحة ، مثل «ذكر أصحابنا» ، «هذا ما أثبت الأصحاب» ، «قال بعض الأصحاب»(١) ... إلخ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ينظر : مبحث الموارد الخاصّ بالعلاّمة الحلّي (خلاصة الأقوال) وكذلك مبحث المواردالخاصّ بابن داود.