«... السيّد الشريف مجمع الكمالات السامية والمراتب العالية العالم الفقيه التقي والصالح النقي والمحدّث السني والشاعر الأديب ، كان جليل القدرعظيم المنزلة ، صاحب الكرامات الباهرة والمقامات الرفيعة ، بقيّة العلماء وأوحد الفضلاء ، وقد فاز بشرفي الحبّ والنسب من سلالة السادة الميامين وخلاصة القادة الميامين ، فألّف فأجاد وصنّف فأفاد ، ولي نقابة الطالبيّين من قبل هولاكو ، وأمّه أمّ اخوته : شرف الدين محمّـد وعزّ الدين الحسن وجمال الدين أبو الفضائل أحمد ، وهي بنت الشيخ ورّام بن أبي فراس بن حمدان ، وأمّها بنت الشيخ الطوسي ...» إلى آخر هذا القول.
أقول :
قد ذكرنا ضمن ترجمة الشيخ محمّـد بن إدريس الحلّي العلاقة النَسَبيَّة بين السادة آل طاووس وابن إدريس الحلّي بالشيخ أبي جعفر الطوسي وأنّه ليس الجدّ المباشر لهما بل هو خطأ شائع ، فراجع.
وحكى السيّد عبد الرزّاق كمّونة(١) عن ابن الطقطقي في الآداب السلطانية قوله :
«ولمّا فتح السلطان هولاكو بغداد في سنة ست وخمسين وستمائة أمر أن يستفتي العلماء : أيَّهما أفضل السلطان الكافر العادل أو السلطان المسلم الجائر؟ ثمّ جمع العلماء بالمستنصرية لذلك ، فلمّا وقفوا على الفتيا أحجموا عن الجواب ، وكان رضي الدين علي بن طاووس حاضراً هذا المجلس وكان مقدّماً محترماً ، فلمّا رأى إحجامهم تناول الفتيا ووضع خطّه فيها
__________________
(١) موارد الإتحاف ١/١٠٩.