احتمال اللفظ) لكل منهما(واشتراكه) يعني ما دام لم يكن اللفظ مشتركا لا معنى للاستفهام ، والاستفهام دليل على ان اللفظ مشترك بينهما(الثاني انّ الظاهر من استعمال اللفظة في معنيين مختلفين) كما في سائر الألفاظ المشتركة مثل لفظة العين في المعاني المختلفة(من غير ان تقوم دلالة) وقرينة(على انّها) اي هذه اللفظة(متجوّزا بها في احدهما) اي في احد المعنيين يعنى انه ما دام لم تقم قرينة على ان المتكلم ارتكب بالمجاز واراد احد المعنيين مجازا(انّها) خبر لقوله ان الظاهر(حقيقة فيهما) يعني ظاهر الاستعمال في المعنيين يقتضي الحقيقة ولا يعدل عنه الّا بدليل (ولا خلاف في انّه وجد في القرآن واستعمال اهل اللغة استثناء يعقب جملتين عاد اليهما) اي الى الجملتين (تارة) كما في قوله تعالى «(أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) ـ الخ ـ» (وعاد الى إحداهما اخرى) كما في قوله تعالى (إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ) من غير قرينة على التجوّز في القرآن (وانما يدّعي من خصه) اي خص الاستثناء(بإحداهما) اي بالجميع او الأخيرة(انّه) اي الاستثناء(اذا عاد اليهما) معا(فلدلالة دلّت) يعني انه اذ رجع اليهما معا لا بدّ له من دليل وقرينة ليس فليس (ومن ارجعه اليهما) ادعى (انّه) اي الاستثناء(اذا اختصّ) بالاخيرة اي (بالجملة التي تليه فلدلالة) اي لا بدّ له من دليل (وهذا من الجماعة اعتراف) واقرار(بانّه) اي الاستثناء(مستعمل في الأمرين) الجميع والأخيرة(واذا كان