اكرم العلماء على العموم (احوط اذ من المحتمل ان يكون) في المثال المذكور(هو) اي العموم (مقصود المتكلم فلو حمل اللفظ) في المثال (على الخصوص) كما ادعاه الخصم (لضاع غيره) اي غير الخصوص (مما يدخل في العموم) في نفس الامر(وهذا) اي ما اجاب البعض عن شبهة الخصم (لا يخلو عن نظر) واشكال ووجهه انه انما يصح في الاوامر الوجوبية والنواهي واما في صورة كون الامر للاباحة فالامر بالعكس فانه لو حمل قولنا كل الطعام على العموم فقد يفضي حينئذ الى تناول الحرام فيكون آثما فتدبر(واما) الجواب (عن الاخير) اي عن قوله اشتهر في الألسن الخ فبوجوه اما اولا(فبان احتياج خروج البعض عنها) اي عن العمومات (الى التخصيص) وهو متعلق للاحتياج (بمخصّص) وهذا متعلق للتخصيص (ظاهر) خبر ان (فى انها) اي الفاظ العموم (للعموم) وحاصله ان الاحتياج الى المخصص قرينة على انها وضعت للعموم ولو لا ذلك لما احتاج ارادة الخصوص منها الى المخصص والقرينة بل لا بد ان يكون المحتاج الى القرينة هو العموم والبداهة تنادي بفساده واما ثانيا فبالمنع من كون الظهور بمجرده يدل على الحقيقة بل هذا دليل على كونها حقيقة في الخصوص لو لا دليل خارجي على الحقيقة في العموم وقد عرفت الدليل عليه واليه اشار بقوله (على ان ظهور كونها حقيقة في الاغلب) اي في الخصوص (انما يكون عند عدم الدليل على انها حقيقة في الاقل) اي في العموم (و) الحال انا(قد بينا قيام الدليل عليه) من ان المتبادر منها هو العموم (هذا) اي قيام الدليل على العموم واضح مضافا الى ما في تمسكهم بالشهرة العامية الغير المفيدة للظن ولو افادت الظن فلا ينفع ايضا لعدم قيام دليل على اعتباره ومقتضى الاصل عدم الحجية واليه اشار بقوله (مع ما في