أو بعض يوم ، لاستقصار المدة ، ولما هم فيه من العذاب بحيث لا يعدّون شيئا ، فيقال لهم (١) : اسأل العادّين. ويعنون به من يقدر أن يعدّ ، وهو من عوفى مما ابتلوا به ؛ ويعنون الملائكة.
(عَبَثاً (٢)) ؛ أى باطلا. والمعنى إقامة حجة على الحشر للثواب والعقاب.
(عَذابَها كانَ غَراماً (٣)) ؛ أى هلاكا وخسرانا. وقيل ملازما. ويحتمل أن يكون هذا من كلام أهل النار ، أو من كلام الله عزوجل.
(عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ (٤)) ؛ أى ذلّلتهم واتخذتهم عبيدا. ومعنى هذا الكلام أنك عددت نعمة علىّ تعبيد بنى إسرائيل ، وليست فى الحقيقة بنعمة ؛ إنما هى نقمة ؛ لأنك كنت تذبح أبناءهم ؛ فلذلك وصلت إنا إليك فربّيتنى ؛ فالإشارة بقوله (٥) : (تِلْكَ) إلى التربية ، وأن عبّدت فى موضع رفع عطف بيان على (تِلْكَ) ، أو فى موضع نصب ، على أنه مفعول من أجله. وقيل معنى الكلام تربيتك نعمة علىّ ؛ لأنك عبّدت بنى إسرائيل ، وتركتنى ؛ ففي المعنى الأول إنكار لنعمته ، وفى الثانى اعتراف بها.
(عَوْراتٍ لَكُمْ (٦)) : معنى العورة الانكشاف فيما يكره كشفه ؛ ولذلك قيل عورة الإنسان ؛ وهى ما بين السرة إلى الركبة ؛ وضمير خطاب الجمع يعود على جواز الانكشاف فى غير هذه الأوقات الثلاثة ؛ وهى قبل الصبح ، وحين القائلة وسط النهار ، وبعد صلاة العشاء الآخرة.
وقد قدمنا فى حرف الثاء أنّ هذه الآية محكمة ، وقول المستأذن للنبى صلّى الله
__________________
(١) المؤمنون : ١١٣ : قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادين.
(٢) المؤمنون : ١١٥
(٣) الفرقان : ٦٥
(٤) الشعراء : ٢٢
(٥) فى الآية نفسها : وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ.
(٦) النور : ٥٨