(جُنَّةً (١)) ترس وما أشبهه مما يتستر به ، واستعمل فى آية المجادلة وغيرها استعارة ؛ لأنهم كانوا يظهرون الإيمان لتعصم دماؤهم وأموالهم.
(جُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٢)) : أى فى إذهاب ضوئهما. وقيل يجمعان حيث يطلعهما الله من المغرب. وقيل يجمعان يوم القيامة ثم يلقى بهما فى النار.
(جبت) (٣) : فيه أقوال والصحيح أنه كلّ ما عبد من دون الله ويقال الجبت السّحر. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الجبت اسم الشيطان بالحبشية. وأخرجه أيضا عبد الرحمن عن عكرمة ، وأخرج ابن جرير عن سعيد ابن جبير ، قال : الجبت الساحر ، بلسان الحبشية.
(جزية) (٤) : خراج مجعول على كل رأس. وسميت جزية أهل الكتاب ؛ لأنها قضاء منهم لما عليهم. ومنه قوله (٥) : (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) ؛ أى لا تقضى ولا تغنى. ويلتحق بأهل [١١٣ ا] الكتاب المجوسىّ لقوله صلىاللهعليهوسلم : سنّوا بهم سنّة أهل الكتاب. واختلفوا فى قبولها من عبدة الأوثان والصابئين. ولا تؤخذ من النساء والصبيان والمجانين ؛ وقدرها عند مالك أربعة دنانير على أهل الذهب ، وأربعون درهما على أهل الورق.
فإن قلت : قد اتّفق العلماء على قبول الجزية مع بقائهم على كفرهم ، فما الفرق بينها وبين أخذ مال على البقاء على المعصية كالزنا وشبهه؟
فالجواب : أن بقاء أهل الكفر على دينهم متحقّق ممّن أسلم منهم أو من ذرّيتهم ، بخلاف البقاء على المعصية. وقد جعل القرافى لهذه القاعدة فرقا فى فروقه ؛ فليتأمل هناك.
__________________
(١) المجادلة : ١٦ ، والمنافقون : ٢
(٢) القيامة : ٩
(٣) النساء : ٥١
(٤) التوبة : ٢٩
(٥) البقرة : ٤٨