وقد يراد به مجرد الاجتماع والاشتراك من غير ملاحظة الزمان والمكان ؛ نحو. (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ). (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ). وأما نحو : إنّى معكم. إنّ الله مع الّذين اتقوا. وهو معكم أين ما كنتم. إنّ معى ربّى سيهدين ـ فالمراد الحفظ والعلم والمعونة مجازا.
قال الراغب (١) : والمضاف إليه لفظ مع هو المنصور ، كالآيات المذكورة.
(مِنْ) حرف جر ، له معان ؛ أشهرها ابتداء الغاية ، مكانا وزمانا وغيرهما ؛ نحو : من المسجد الحرام. من أوّل يوم. إنه من سليمان.
والتبعيض بأن تسدّ «بعض» مسدّها ، نحو (٢) : (حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ). وقرأ ابن مسعود بعض ما تحبّون.
والتبيين ؛ وكثيرا ما تقع بعد ما ومهما ، نحو : (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ). (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ). (مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ).
ومن وقوعها بعد غيرهما (٣) : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ). ((٤) أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ).
والتعليل (٥) : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا). ((٦) يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ).
والفصل بالمهملة وهى الداخلة على ثانى المتضادّين ، نحو (٧) : (يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ). ((٨) لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ).
__________________
(١) المفردات : ٤٧٠
(٢) آل عمران : ٩٢
(٣) الحج : ٣٠
(٤) الكهف : ٣١
(٥) نوح : ٢٥
(٦) البقرة : ١٩
(٧) البقرة : ٢٢٠
(٨) الأنفال : ٣٧