(مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (١)) ، أى مكثركم. ومن قرأه بفتح الدال فهو اسم مفعول ، ومن قرأه بالكسر فهو اسم فاعل. وصحّ معنى القراءتين ، لأنّ الملائكة المنزلين ردف بعضهم بعضا ، فمنهم تابعون ومتبوعون ، يقال : ردفته وأردفته : إذا جئت بعده.
(مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ (٢)) : من الوهن وهو الضعف. وقرئ بالتشديد والتخفيف ، ومعناهما واحد.
(مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ (٣)) ؛ أى منحازا إلى جماعة من المسلمين ؛ فإنّ الجماعة حاضرة فى الحرب ؛ فالتحيّز إليها جائز باتفاق ؛ واختلف فى التحيّز إلى الإمام والمدينة والجماعة إذا لم يكن شىء (٤) من ذلك حاضرا.
وروى عن عمر بن الخطاب أنه قال : أنا فئة لكل مسلم ؛ وهذا إباحة لذلك. والفرار من الزحف من الكبائر فى أى عصر كان إلّا أن يكون الكفار أكثر من مثلى المسلمين.
(مُتَحَرِّفاً) : بالنصب على الاستثناء ، من قوله : من يولّهم يومئذ.
وقال الزمخشرى (٥) : انتصب على الحال ، ومعناه الكرّ بعد الفرّ ، ليرى عدوّه أنه منهزم ثم يعطف ؛ وذلك من الخداع فى الحرب. وفى الحديث : الحرب خدعة. وقد وقع للصحابة من هذا ما تكفّل أصحاب السير بنقله.
(مُخْزِي الْكافِرِينَ (٦)) : يعنى مهلكهم فى الدنيا بالسيف ، وفى الآخرة بالنار.
__________________
(١) الأنفال : ٦
(٢) الأنفال : ١٨
(٣) الأنفال : ١٦
(٤) فى ا : شيئا.
(٥) الكشاف : ١ ـ ٣٦٩
(٦) التوبة : ٢