وفى الحديث إن الله يحبّ المؤمن المحترف ؛ فوصفه بالإيمان ؛ إذ التوكل من أعمال القلب لا من أعمال اليد. ويجوز تركه لمن قوى على ذلك.
والثالث سبب موهوم بعيد ؛ وهذا يقدح فعله فى التوكل. ثم إن فوق التوكل التفويض ، وهو الاستسلام لأمر الله بالكلّية ؛ فإن المتوكل له مراد واختيار ، وهو يطلب مراده باعتماده على ربه. وأما المفوّض فليس له مراد ولا اختيار ؛ بل أسند الاختيار إلى الله ؛ فهو أكمل أدبا مع الله.
(مُنادِياً (١)) : هو النبى صلىاللهعليهوسلم يدعو إلى الله ، فمن أجابه دخل داره وأطعمه من مائدته ، ومن لم يجبه لم يدخلها ولم يأكل من مائدته.
(مُحْصَناتٍ (٢)) : الإحصان يرد على أوجه : العفّة (٣) : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ). والمراد بهن ذوات الأزواج. والتزوج (٤) : (فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ). والحرية (٤) : (نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ) ؛ فاقتضت الآية حدّ الأمة إذا زنت بعد أن تزوجت. ويؤخذ حدّ غير المتزوجة من السنّة ، وهو مثل المتزوجة ؛ وهذا على قراءة أحصنّ بضم الهمزة وكسر الصاد. وقرئ بفتحهما ؛ ومعناه أسلمن. وقيل : تزوّجن.
(مُسافِحاتٍ (٤)) : أى غير زانيات ؛ لأن السفاح هو الزنى ؛ وهو منصوب على الحال ؛ والعامل فيه (فَانْكِحُوهُنَّ).
(مُخْتالاً (٧)) : اسم فاعل ، وزنه مفتعل من الخيلاء ، وهى الكبرى والإعجاب.
(مُلْكاً عَظِيماً (٨)) : الضمير يعود على آل إبراهيم ؛ وهم : يوسف وداود ، وسليمان.
(مُقِيتاً (٩)) : قيل قديرا. وقيل حفيظا. وقيل الذى يقيت الحيوان ؛ أى يرزقهم القوت.
__________________
(١) آل عمران : ١٩٣
(٢) النساء : ٢٤
(٣) النور : ٤
(٤) النساء : ٢٥
(٥) النساء : ٣٦
(٦) النساء : ٥٤
(٧) النساء : ٨٥