(ما فِي الْقُبُورِ.
وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ )
: عبارة عن
البعث ، وجمع ما فى الصحف. وأظهر محصّلا ، وميّز خيره من شرّه.
(مَنْ ثَقُلَتْ
مَوازِينُهُ )
: هو جمع ميزان
، أو جمع موزون. وميزان الأعمال يوم القيامة له لسان وكفّتان وعمود ، وتوزن فيه
الأعمال. والخفة والثقل متعلقة بأجسام ، إما صحف الأعمال أو ما شاء الله. وقالت
المعتزلة : الميزان عبارة عن العدل فى الجزاء.
فإن قلت : يفهم
من قوله : ونضع الموازين ـ أنها جماعة لكل أحد ميزان ، فإن كان فلا إشكال ، وإن
كان واحدا فما معنى الجمع؟
فالجواب أنه
صحّ أنه ميزان واحد ؛ وإنما جمع لما فيه من كفّتين ولسان وعمود.
قال الغزالى
والقرطبى : ولا يكون الميزان فى حق كل أحد ؛ فالسبعون ألفا الذين لا يدخلون الجنة
بغير حساب لا يأخذون صحفا ، ولا يرفع لهم ميزان.
وروى الترمذى ـ
وحسّنه ـ حديث : «يصاح برجل من أمتى على رءوس
الخلائق ، وينشر عليه تسعة وتسعون سجلّا ، كلّ سجل مثل مدّ البصر ، ثم يقول : أتنكر من هذا
شيئا؟ أظلمك كتبتى الحافظون؟ فيقول : لا ، يا رب. فيقول : ألك عذر؟ فيقول : لا ، يا رب. فيقول : بلى ، إن لك عندنا
حسنة ، وإنك لا ظلم عليك اليوم. فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله ،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. فيقول : احضر وزنك. فيقول : يا رب ، ما هذه البطاقة
مع هذه السجلات؟ فيقال : إنك لا تظلم ؛ فتوضع السجلات فى كفّه والبطاقة فى كفة ،
__________________