(ما فِي الْقُبُورِ. وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (١)) : عبارة عن البعث ، وجمع ما فى الصحف. وأظهر محصّلا ، وميّز (٢) خيره من شرّه.
(مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ (٣)) : هو جمع ميزان ، أو جمع موزون. وميزان الأعمال يوم القيامة له لسان وكفّتان وعمود ، وتوزن فيه الأعمال. والخفة والثقل متعلقة بأجسام ، إما صحف الأعمال أو ما شاء الله. وقالت المعتزلة : الميزان عبارة عن العدل فى الجزاء.
فإن قلت : يفهم من قوله : ونضع الموازين ـ أنها جماعة لكل أحد ميزان ، فإن كان فلا إشكال ، وإن كان واحدا فما معنى الجمع؟
فالجواب أنه صحّ أنه ميزان واحد ؛ وإنما جمع لما فيه من كفّتين ولسان وعمود.
قال الغزالى والقرطبى : ولا يكون الميزان فى حق كل أحد ؛ فالسبعون ألفا الذين لا يدخلون الجنة بغير حساب لا يأخذون صحفا ، ولا يرفع لهم ميزان.
وروى الترمذى ـ وحسّنه ـ حديث : «يصاح برجل من أمتى على رءوس الخلائق ، وينشر عليه تسعة وتسعون سجلّا ، كلّ سجل مثل مدّ البصر ، ثم يقول : أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتى الحافظون؟ فيقول : لا ، يا رب. فيقول : ألك عذر؟ فيقول : لا ، يا رب. فيقول : بلى ، إن لك عندنا حسنة ، وإنك لا ظلم عليك اليوم. فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. فيقول : احضر وزنك. فيقول : يا رب ، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال : إنك لا تظلم ؛ فتوضع السجلات فى كفّه والبطاقة فى كفة ،
__________________
(١) العاديات : ٩ ، ١٠
(٢) والقرطبى : ٢٠ ـ ١٦٣
(٣) القارعة : ٦