لا تغنى مع نزول العذاب بعدها وإن طالت مدة سنين ؛ لأن كل ما هو آت قريب.
(ما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ. وَما يَنْبَغِي لَهُمْ ... (١)) الآية : الضمير للقرآن ؛ وهذا ردّ على من قال إنه كهانة نزلت الشياطين به على نبينا ومولانا محمد صلىاللهعليهوسلم. وأنى لهم بالوصول إلى ذلك!
ولفظة (ما يَنْبَغِي) تارة تستعمل بمعنى لا يمكن ، وبمعنى لا يليق. وإذا منعوا من استراق السمع عند مبعثه صلىاللهعليهوسلم فكيف يستطيعون الكهانة.
(ما ظُلِمُوا (٢)) : فى هذا إشارة إلى ما قاله حسّان بن ثابت وغيره من الشعراء فى هجو الكفار بعد هجوهم لرسول الله صلىاللهعليهوسلم وللمؤمنين ؛ فأباح الله لهم الانتصار ، حتى قال صلىاللهعليهوسلم لحسان : كيف تهجو قريشا وأنا منهم؟ فقال : لأسلّنك منهم سلّ الشّعرة من العجين.
(مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣)) : يعنى فى مكان النار ومن حول مكانها ، يريد الملائكة الحاضرين وموسى عليهالسلام. قال الزمخشرى (٤) : الظاهر أنه عام فى كل من كان فى تلك الأرض وفى ذلك الوادى وما حوله (٥) من أرض الشام.
(مَنْ ظَلَمَ (٦)) : تقديره : لكن من ظلم من سائر الناس لا من المرسلين. وقيل متصل على القول بتجويز الذنوب على الأنبياء ؛ وهذا بعيد ؛
__________________
(١) الشعراء : ٢١٠ ، ٢١١
(٢) الشعراء : ٢٢٧
(٣) النمل : ٨
(٤) الكشاف : ٢ ـ ١٣٨
(٥) فى الكشاف : وحواليهما.
(٦) النمل : ١١