قائمة الکتاب
حرف الميم
٢٦٠
إعدادات
معترك الأقران في إعجاز القرآن [ ج ٢ ]
معترك الأقران في إعجاز القرآن [ ج ٢ ]
المؤلف :جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الفكر العربي
الصفحات :688
تحمیل
وقد قيل إن ما فى هذه الآية من الأمر بالصّبر منسوخ ؛ وهذا إذا كان الصبر يراد به ترك القتال ، وأما إن كان الصبر يراد به ترك المثلة التى فعل مثلها بحمزة فذاك غير منسوخ.
قلت : وبالجملة فقد ورد ذكر الصبر فى القرآن فى أكثر من سبعين موضعا ؛ وذلك لعظم موقعه فى الدين. قال بعض العلماء : كل الحسنات لها أجر محصور فى عشرة أمثالها إلى سبعمائة إلا الصبر فإنه لا يحصر أجره ؛ لقوله تعالى (١) : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ).
وقال بعضهم : الأعمال البدنية الحسنة بعشر ، والمالية الحسنة بسبعين ، والقلبية ـ وهى الصبر ونحوه ـ إلى غير حد.
وقد ذكر الله للصابرين ثمانية أنواع من الكرامة : أولها : المحبة ؛ لقوله : (وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ). والثانى : النصرة ؛ لقوله : (إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ). والثالث غرفات الجنة ؛ لقوله (٢) : (يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا). والأجر الجزيل ؛ لقوله : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ). والأربعة الأخر المذكورة فى هذه الآية (٣) : (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا ...) الخ.
والصبر على أربعة أوجه : صبر على البلاء ، وهو منع النفس عن التسخّط والهلع والجزع. وصبر على النعم ؛ وهو تقييدها بالشكر وعدم الطغيان والتكبر بها. وصبر على الطاعات [١٥٨ ا] بالمحافظة عليها. وصبر عن المعاصى بكفّ النفس عنها.
__________________
(١) الزمر : ١٠
(٢) الفرقان : ٧٥
(٣) البقرة : ١٥٥ ، ١٥٦ ، ١٥٧