عبدا. ويحتمل أن تكون موصولة ، وهذه الآية مثل لله تعالى وللأصنام ؛ فالأصنام كالعبد [١٥٧ ا] المملوك الذى لا يقدر على شىء ؛ والله تعالى له الملك وبيده الرزق ، ويتصرف فيه كيف يشاء ، فكيف يسوّى بينه وبين الأصنام.
وإنما قال لا يقدر على شىء ؛ لأن بعض العبيد يقدرون على بعض الأمور ، كالمكاتب والمأذون له.
(مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ (١)) : هذه الآية كالتى قبلها فى ضرب المثل ؛ لبطلان مذاهب المشركين وإثبات التوحيد.
وقيل : إن الرجل الأبكم هو أبو جهل ، والذى يأمر بالعدل عمّار بن ياسر. والأظهر عدم التعيين.
(ما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ (٢)) : بيان لقدرة الله تعالى على إقامتها ، وأن ذلك يسير عليه ؛ كقوله تعالى (٣) : (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ). وإنما أجرى الله الأطوار ، وخلق السموات والأرض فى ستة أيام للاعتبار ، وأن عادته التدرج فى الأمور.
(مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ ... (٤)) : الآية : من شرطية فى موضع رفع بالابتداء ، وكذلك (مَنْ) فى قوله (٥) : (مَنْ شَرَحَ) ؛ لأنه تخصيص من الأولى. وقوله : فعليهم غضب ـ جواب عن الأولى والثانية ؛ لأنهما بمعنى واحد ، أو يكون جوابا للثانية ، وجواب الأولى محذوف يدل عليه جواب الثانية.
__________________
(١) النحل : ٧٦
(٢) النحل : ٧٧
(٣) لقمان : ٢٨
(٤) النحل : ١٠٦
(٥) النحل : ١٠٦