(ما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (١)) : الضمير فى يشعرون للأصنام ، وفى يبعثون للكفار الذين عبدوهم ؛ وعلى أنّه للكفّار يكون وعيدا ؛ أى وما يشعر الكفار أيان يبعثون للعذاب. ولو اختصر هذا المعنى لم يكن فى وصفهم بعدم الشعور فائدة ؛ لأنّ الملائكة والأنبياء والصالحين كذلك هم فى الجهل بوقت البعث ؛ فهو أمر استأثر الله به ، كما قال (٢) : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ). وإنما نفى عنهم الشعور به. والأنبياء قد حصل لهم الشعور به ، وأعلموا بإشعار الساعة وعلامتها.
(ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ (٣)) : قاله الكفار على حسب اعتقادهم فى أنفسهم ؛ فلم يقصدوا الكذب ، ولكنه كذب فى نفس الأمر ، أو قصدوا الكذب اعتصاما به ، كقولهم (٤) : (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ).
(مِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ (٥)) : قيل : إنّ (مِنْ) للتبعيض.
وردّ بالحديث : من عمل حسنة فله أجرها ... الخ وأجيب بأن المضلّين ترتّب على كفرهم وزران : أحدهما متعلّق بهم. والآخر متعلق بمن أضلّهم.
ورده ابن عرفة بأنه إنما يتم هذا لو كانت التّلاوة ومن أوزار إضلال من اتّبعهم ؛ فتضاف الأوزار للضلال لا لهم. والظاهر (٦) أن من للسبب ، وثمّ معطوف مقدّر ، هو مفعول ؛ أى ليحملوا أوزارهم ووزرا آخر بسبب أوزار الذين يضلّونهم.
__________________
(١) النحل : ٢١
(٢) لقمان : ٣٤
(٣) النحل : ٢٨
(٤) الأنعام : ٢٣
(٥) النحل : ٢٥
(٦) وهو أرأى الزمخشرى : ١ ـ ٥٢٢