مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ) ، وسمى صلىاللهعليهوسلم الزبور قرآنا فى قوله : خفّف على داود القرآن.
(مَدَّ الْأَرْضَ (١)) : يقتضى أنها بسيطة لا كرة (٢) ؛ وهو ظاهر الشريعة ، وقد يرتب لفظ المد والبسط مع التكوير ؛ لأن كل قطعة من الأرض ممدودة على حدتها ؛ وإنما التكوير لجملة الأرض. وقال الشيخ عبد الخالق : وكنت أسمع من الشيوخ أن فى الأرض خمسة أقوال : قيل كروية. وقيل بسيطة.
وقيل : إنها شبه مكب. وقيل بمنزلة حميلة (٣) السيف الذى يتقلد به ، وإنها شبه حلقة محيطة بهذا العالم ، كإحاطة الحميلة. وقيل شبه سمكة.
ومن أجل ذلك وضعوا الاصطرلاب الحوتى الجنوبى.
قال : والصحيح عندهم أنها كورية (٤) ، وأن السماء كورية (٥).
وقال ابن عرفة : استدلّ بعضهم بهذه الآية على أنّ الأرض بسيطة ، ولا دليل له فى ذلك ؛ لأن اقليدس الهندسى قال الكرة الحقيقية لا يمكن إقامة الزوايا والخطوط عليها بوجه ، ونحن نجد الأرض تقام عليها الخطوط وغير ذلك ، ونراها مستوية ؛ وذلك من أدلّ دليل على أنها وإن كانت كروية فليست كالكرة الحقيقية ؛ بل أعلاها مستو كبعض الكور (٦) التى أعلاها يكون بسيطا (٧) مستويا.
(مثلات (٨)) : جمع مثله ، على وزن سمرة ، وهى العقوبة العظيمة التى تجعل
__________________
(١) الرعد : ٣
(٢) فى ب : لا كورة.
(٣) الحميلة والحمالة والمحمل : علاقة السيف (القاموس).
(٤) فى ا ، ب : كورية.
(٥) هذا بالأصلين ، وقد ذكرها المؤلف فى هذا البحث كله بلفظ : كورة ـ وهى بفتح الكاف : لوت العمامة وإدارتها. وبالضم : الصقع ، وجميعها كور ـ بفتح الواو ، وأكوار (القاموس).
(٦) هذا بالأصلين ، وقد ذكرها المؤلف فى هذا البحث كله بلفظ : كورة ـ وهى بفتح الكاف : لوت العمامة وإدارتها. وبالضم : الصقع ، وجميعها كور ـ بفتح الواو ، وأكوار (القاموس).
(٧) يريد مبسوطا.
(٨) الرعد : ٦