من اليهود (١). فقال ابن مسعود : رأيت بالحبشة كتابا يدعونه المصحف ، فسموه بذلك.
قلت : أخرج ابن أشتة (٢) فى كتاب المصاحف من طريق عيسى بن عقبة عن ابن شهاب ، قال : لما جمعوا القرآن فكتبوه فى الورق قال أبو بكر : التمسوا له اسما. فقال بعضهم : السّفر. وقال بعضهم : المصحف ؛ فإن الحبشة يسمونه المصحف. وكان أبو بكر أوّل من جمع كتاب الله وسمّاه المصحف. ثم أورده من طريق آخر عن ابن بريدة.
وذكر ابن الضّريس (٣) وغيره ، عن كعب ، قال : فى التوراة : يا محمد ؛ إنى منزّل عليك توراة حديثة ، تفتح أعينا عميا ، وآذانا صمّا ، وقلوبا غلفا.
وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة ، قال : لما أخذ موسى الألواح قال : يا ربّ ؛ إنى أجد فى الألواح أمّة أناجيلهم فى صدورهم ، فاجعلهم أمتى. قال : تلك أمة أحمد.
ففي هذين الأثرين تسمية القرآن توراة وإنجيلا. ومع هذا لا يجوز الآن أن يطلق عليه ذلك. وهذا كما سميت التوراة فرقانا فى قوله (٤) : (وَإِذْ آتَيْنا
__________________
(١) فى ب : باليهود ، وفى البرهان : من يهود.
(٢) ابن أشتة : محمد بن عبد الله أحد علماء العربية والقراءات ، وله كتاب فى شواذ القراءات ، توفى سنة ٣٠٦ ه. وأشتة مضموم الهمزة فى التبصير (٢٠) ، ومفتوح الهمزة فى المشتبه والمستدرك والتوضيح.
(٣) هو محمد بن أيوب بن يحيى ، أحد حفاظ الحديث. له كتاب فى فضائل القرآن توفى سنة ٢٩٤. (تذكرة الحفاظ : ٢ ـ ١٩٥).
(٤) البقرة : ٥٣