وحجتهم هذه الآية ، فإذا فرّعنا على القول الأول فإن دخل داخل على من اعتزل الفريقين منزله يريد نفسه أو ماله فعليه دفعه عن نفسه ، وإن أدّى ذلك إلى قتله ، لقوله عليه الصلاة والسلام : من قتل دون نفسه وماله فهو شهيد.
وإذا فرّعنا على القول الثانى فاختلف مع من يكون النهوض فى الفتن ؛ فقيل مع السواد الأعظم. وقيل مع العلماء. وقيل مع من يرى أنّ الحقّ معه. وحكم القتال فى الفتن ألا يجهز على جريح ، ولا يطلب هارب ، ولا يقتل أسير ، ولا يقسم فيء.
(تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ (١)) : اللّمز العيب ، سواء كان بقول أو إشارة أو غير ذلك.
(تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ (٢)) : أى لا يدع أحد أحدا بلقب. وقد أجاز المحدثون أن يقال الأعمش والأعرج ونحوه إذا دعت إليه الضرورة ، ولم يقصد النقص والاستخفاف.
(تَجَسَّسُوا (٣)) قد قدمنا أنه بالحاء المهملة والمعجمة. وقيل بالمعجمة فى الشرّ ، وبالمهملة فى الخير. وقيل بالمعجمة هو للمكان (٤) وبالمهملة الدخول والاستعلام.
(تَمُورُ السَّماءُ (٥)) : تجىء وتذهب. وقيل : تدور. وقيل تشقق. وذكر الجواليقي والثعالبي أنه فارسى معرّب.
(تَسِيرُ الْجِبالُ (٦)) : أى تسير كما يسير السحاب. ومنه (٧) : (وَتَرَى الْجِبالَ
__________________
(١) الحجرات : ١١
(٢) الحجرات : ١١
(٣) الحجرات : ١٢
(٤) فى ب : هو المكان.
(٥) الطور : ٩
(٦) الطور : ٩
(٧) النمل : ٨٨