مسألة
تتصل «ما» بكلّ ؛ نحو (١) : (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً) ، وهى مصدرية ، لكنها نابت بصلتها عن ظرف زمان ، كما ينوب عنه المصدر الصريح. والمعنى : كلّ وقت ؛ ولهذا تسمّى «ما» هذه المصدرية الظرفية ؛ أى النائبة عن المصدر ، لا أنها ظرف فى نفسها ؛ و «كل» من (كُلَّما) منصوب على الظرفية بإضافته إلى شىء هو قائم مقامه ، وناصبه الفعل الذى هو جواب فى المعنى.
وقد ذكر الفقهاء والأصوليون أن كلما للتكرار ؛ قال أبو حيان : وإنما ذلك من عموم ما ، لأن الظرفية مراد بها العموم ، و (كُلِّ) أكدته.
(كلا وكِلْتَا) : اسمان مفردان لفظا مثنّيان معنى مضافان أبدا لفظا ومعنى إلى كلمة واحدة معرّفة دالة على اثنين. قال الراغب (٢) : وهما فى التثنية ككلّ فى الجمع. قال تعالى (٣) : (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها) ؛ (أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما).
(كَلَّا) : مركب عند ثعلب من كاف التشبيه ولا النافية (٤) ، شددت لامها لتقوية المعنى ، ولدفع توهّم بقاء معنى الكلمتين.
وقال غيره : بسيطة ؛ فقال سيبويه والأكثرون : حرف معناه الردع والزجر ، لا معنى لها عندهم إلا ذلك ، حتى إنهم أبدا يجيزون الوقف عليها والابتداء بما بعدها ؛ وحتى قال جماعة منهم : متى سمعت (كَلَّا) فى سورة فاحكم
__________________
(١) البقرة : ٢٥
(٢) المفردات : ٤٤١
(٣) الكهف : ٣٣
(٤) المغنى : ١ ـ ١٥٧ ، والاتقان : ٢ ـ ٢٢١ ، وابن قتيبة : ٤٢٢ ، والبرهان : ٤ ـ ٣١٣