وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (٧٣) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ)(٧٤)
قوله تعالى : (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً) قال الحسن : أفواجا (١).
قال أبو عبيدة (٢) والأخفش : جماعات في تفرقة.
قال ابن السائب : أمما (٣).
وقيل : في زمر.
(الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ) هي الطبقات المختلفة ؛ الشهداء ، والزهاد ، والعلماء ، والفقراء ، أي : كل طائفة على حدة.
فإن قيل : ما معنى سوق هؤلاء وسوق هؤلاء؟
قلت : سوق الكفار : طردهم إلى النار وزجرهم بأبلغ ما يكون من العنف والهوان ليقتحموا جراثيم جهنم. وسوق المتقين : سوق مراكبهم إسراعا بهم إلى ما أعد لهم من الكرامة في الجنة.
فإن قيل : ما الفرق بين قراءة أهل الكوفة : «فتحت ، وفتحت» بالتخفيف فيهما ، وقراءة الباقين بالتشديد؟
__________________
(١) ذكره الماوردي (٥ / ١٣٧).
(٢) مجاز القرآن لأبي عبيدة (٢ / ١٩١). وانظر : قول الأخفش في : الماوردي (٥ / ١٣٧).
(٣) ذكره الماوردي (٥ / ١٣٧).