واحد للمقاليد من لفظها.
وقيل : واحدها : مقليد ، ويقال : إقليد ، والكلمة أصلها فارسية وعرّبتها العرب (١).
__________________
(١) اختلف العلماء والأئمة في وقوع المعرّب في القرآن الكريم ، فالأكثرون ـ كما يقول الإمام السيوطي في كتابه الإتقان ـ ومنهم الإمام الشافعي وابن جرير وأبو عبيدة والقاضي أبو بكر وابن فارس على عدم وقوعه فيه ، لقوله تعالى : (قُرْآناً عَرَبِيًّا) ، وقوله تعالى : (وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ) ، وقد شدد الشافعي النكير على القائل بذلك.
وقال أبو عبيدة : إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين. فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول.
وقال ابن فارس : لو كان فيه من لغة غير العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله ؛ لأنه أتى بلغات لا يعرفونها.
وقال ابن جرير : ما ورد عن ابن عباس وغيره من تفسير ألفاظ من القرآن أنها بالفارسية أو الحبشية أو النبطية أو نحو ذلك ، إنما اتفق فيها توارد اللغات ، فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة بلفظ واحد.
وقال غيره : بل كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلغتهم بعض مخالطة لسائر الألسنة في أسفارهم ، فعلقت من لغاتهم ألفاظا غيرت بعضها بالنقص من حروفها ، واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الفصيح ووقع بها البيان ، وعلى هذا الحد نزل بها القرآن.
وقال آخرون : كل هذه الألفاظ عربية صرفة ، ولكن لغة العرب متسعة جدا ولا يبعد أن تخفى على الأكابر الجلة. وقد خفي على ابن عباس معنى فاطر وفاتح ، قال الشافعي في الرسالة : لا يحيط باللغة إلا نبي. وقال أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك : إنما وجدت هذه الألفاظ في لغة العرب لأنها أوسع اللغات وأكثرها ألفاظا. ويجوز أن يكونوا سبقوا إلى هذه الألفاظ. وذهب آخرون إلى وقوعه فيه. وأجابوا عن قوله تعالى : (قُرْآناً عَرَبِيًّا) بأن الكلمات اليسيرة بغير العربية لا تخرجه عن كونه عربيا ، والقصيدة الفارسية لا تخرج عنها بلفظة فيها عربية. وعن قوله تعالى : (ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ) بأن المعنى من السياق : أكلام أعجمي ومخاطب عربي. واستدلوا باتفاق النحاة على أن في غيرها موجه بأنه إذا اتفق على وقوع الأعلام فلا مانع من وقوع الأجناس. ـ