الواقدي](١) ، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال : سمعت أبي يقول : سمعت محمد بن إسحاق السراج يقول : سمعت محمد بن خلف يقول : حدثني يعقوب بن يوسف قال : كان الفضيل بن عياض إذا علم أن ابنه عليا خلفه ـ يعني : في الصلاة ـ مرّ ولم يقف ولم يخوّف ، وإذا علم أنه ليس خلفه تنوّق (٢) في القرآن وحزن وخوّف ، فظنّ يوما أنه ليس خلفه ، فأتى على ذكر هذه الآية : (رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ) [المؤمنون : ١٠٦] قال : فخرّ عليّ مغشيا عليه ، فلما علم أنه خلفه وأنه قد سقط ، تجوّز في القراءة ، فذهبوا إلى أمه فقالوا : أدركيه ، فجاءت فرشّت عليه ماء فأفاق ، فقالت لفضيل : أنت قاتل هذا الغلام عليّ ، فمكث ما شاء الله فظنّ أنه ليس خلفه ، فقرأ : (وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) فخرّ ميتا ، وتجوّز [أبوه](٣) في القراءة ، وأتيت أمه فقيل لها : أدركيه ، فجاءت فرشّت عليه ماء فإذا هو ميت رحمهالله تعالى (٤).
(فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٤٩) قَدْ قالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٥٠) فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَالَّذِينَ
__________________
(١) زيادة من كتاب التوابين (ص : ٢٠٩).
(٢) تنوّق في الأمر : تأنّق فيه وتجوّد (اللسان ، مادة : نوق).
(٣) زيادة من كتاب التوابين (ص : ٢٠٩).
(٤) أخرجه ابن قدامة في كتاب التوابين (ص : ٢٠٩).